من طال عمره يرى ما يدهشه، لم اكن اتصور اني اجد حاجتي عند شخص توفي قبل اكثر من نصف قرن، لعلك تتهمني بالشرك، وووغيره، ولكن دون ان يصدر الحكم منك كن معي في دقآئق معدودات لعلك تصبح من حلفآئي ما احلا مجالسة الكتب واتخاذها نعم الجليس، تنتقي منها الدرر واللآلي،وتقتبس منها مالا لم تكن تدركها الا بشق الأنفس، ولكن ما كل قرآءة مفيدة، النافعة منها هي المصحوبة بالتفكر والنظر، ديوان لشاب غيور بصيرغيّر مصيرة حياتي، ولا افتح صفحة من ديوانه الفريد الا وأرى لكل بيت فيه حدثا في حياتنا اليومية، رحم اللّــــــــه اخي السيد/ابراهيم عبد الفتاح الطوقان، سوف نتجول بعض ارجآء ديوانه البديع،ونأخذ منه قسطا يسيرا لندرك ما حباه الله من فراسة وبصيرة، ولنعلم ان السيد قد انذر وحظر، وكشف لقومه ما لم يتصوره بشر، غيران ثمار اقواله يراها الآن كل ذي بصر، هلمو معي واستحضرو القلوب يقول السيد:
ما لكم بعضكم يمزق بعضا *** افرغتم من العدو اللدود
اذهبو في البلاد طولا وعرضا *** وانظرو ما لخصمكم من جهود
يبرز لهم ان العدو لهم بالمرصاد والقوم لا همّ لهم سوا {طلع فلان ونزل،هذا المقعد لي وذالك لك} هذه المقاعد او الكراسي التي نتقاسمها في كل حين هل ستبنى على الهوآء؟
ويقول في بيت آخر وهو يكشف اللثام عن اوصاف قادة فلسطين في الثلاثينات
الظّالم الباغي يسوس امورهم *** واللّصّ والجاسوس والسمسار
ويقول ايضا وهويخاطب شعبه ويحثهم ان سعادتهم غير مرجوّة ما بقي اماثل هولآء فيهم
اما سماسرة البلاد فعصبة *** عار على اهل البلاد بقآؤها
هل الشعب الصومالي يطمح ان يهنأ بأمن ورخآء وزمام الأمر بيد انجس العملآء؟
امثل عبد الله يوسف وجيدي ومن كان على شاكلتهما يرجى ان ينقذو الأمة؟
فلنواصل المشوار مع ضيفنا الكريم
ويقول كذالك ليصف غاية السماسسرة/ الدّلالين
باعــو البــلاد الى اعدآئهم طمعا *** بالمال لكـنما اوطانــهم باعــو
قد يعذرون لو ان الجوع ارغمهم *** والله ما عطشو يوما ولاجاعـو
ويقول ايضا
يا حسرتا،ماذا دهى اهل الحمى *** فالعيش ذلّ، والمصــير بـــوار
أرأيت اي كرامـــةكانت لــــهم *** واليوم كيف الى الإهانة صارو
ونختم ابياتا يصف فيها ماستؤول اليه العرب ان لم تحرك ساكنا
امامك ايها العربي يوم *** تشيب لهوله سود النواصي
إلى ان قال السيد طوقان
فلا رحب القصور غدا بباق *** لساكنها ولا ضيق الخصاص
وكل تلك الخصال التي ذكرها المغفور له باذن الله نراها، زعمآء الصومال/ او ارباب الفساد/ دآء العباد/وبآء البلاد، هذه كلها أسمآء لمسمى واحد، دمرو البلاد ،كدروصفو الحياة، شردوالعباد، اغتالو الدعاة وسلموهم الى جهات مجهولة بل زادو الطين بلة حيث سوّلت لهم انفسهم الدنيئة بيع البلاد، ووضع مصير امة باكمله في ايدي الدّ اعدآئها، ياشعبي الحبيب مصيركم مهدّد، واني لأخشى ان تصبحو خبر كان، وامة لاوطن لها ولا مكان، وبين الأمم لا وجود لها ولاكيان، وان شئتم قولو هذا ضرب من الهذيان، وسوف نلتقي في حلقة قادمة لنكمل ما تبقى من هذا الموضوع ان شــــآء الله وهذا اخوكم ابو سلطان يستودعكم اللّــــه والسلام عليكم
