Thursday, September 6, 2007

مع ديوان ابي سلطان ايضا

لقد حيرتني وشيبتني وادهشتني تلك الإشتباكات التي تحدث في قلب المدن وخصوصا العاصمة
قلت في وصفها
اليس حرب قرب الديار دماره *** شينا؟ ليته صار خارج المدن
قتــــل وقصـف دون هــــوادة *** وتشريد دآئم يا له من محـن
وقلت ايضا
آهات تليها ويلات لاتنقــطع *** ومصآئب كموج نحو العلا ترتفع
صواريخ على الأبريآء تنزل*** ومصآئب عنــك ابــدا لا تـرحــل
وحين سآءت الأوضاع فضل البعض الرحيل، ركبو البحار، واستسهلو مصاعب الأسفار، وبارزو الأخطار، ولم يصغو ما شأع من اخبار ولكن ماذا يكون مصير هولآء
فهاك هذه الأبيات
فالكل يغدو والــهمّ لــه انيس *** سآئـل نفسـه ايـن يأتي القــوت
حياة تضيق به ثم بحرا يركب *** بلا لطف ورحمــة يقتلــه نوت
على رأســه وبيـل ان تحـرّكا *** ودون ربط يُرمى وهو منكوت
نارجيلـة خذهــا وقــد عسِّــلا *** وقل لي بلا خجل انت نكّــات
النوت: الملاح في البحر خاصة وجمعه نواتي
الوبيل:العصا الغليظة
ومن نجا من تلك المهلكة ماذا يكون مصيره؟
فمن نجا امواج البحار مآله *** ذلّ غربة مع كربة بلا سكن
نصيحة لكل شاب غيور
شبابـي انتـم للضحــايـا امــــل *** توحّدو وصفّو النوايا من الدرن
احوال امتي عبر الوسآئل تنقـل*** تُقــرأ وتُسمـع وهـي ذو شجــن
صراخ امتي للقلب مزعج فمن*** للضحايا مدى الدهر عونا يكـن؟
اماتت احسيس امتي ام ما لها*** اعين ام صدت اسماعها بالصرن؟
الصرن: آلة طرب ينفخ فيها وتسميها العامة (كرنيتة)
وقلت لكل طمّاع غرّه السراب اللمّاع
لن يستزيد الرزق من كان يطمع *** حلو الطعــام ينالهــا لمن يقنع
ما في اللـوح مكتــوب ومحفـوظ *** انى لمــوقن الأقـــدار يجـزع؟
ان حــاول صرف لقمــة حاســد *** فلــيس ســـــوا الاه مـن يمنـع
ان البـاري ضيـق عيش امــرئ *** هل في الوجود سواه من يوسع؟
وان حلّت علــــى قـــوم نـوازل*** بالله قـل مـن تلك عنـا يــــد فع؟
بحلمه يحلم ويرزق من عصــاه *** يجيب مـن دعـاه يلبــي ويسمـع
آنهار وامطار ترسلها السمـــآء *** تروي موت ارض ومنها تزرع
آبار سلهـا من بالميـاه حشـاهــا*** واعين فجـر مـآءهـا وهــي تنبع؟
لــولا حلـم اللطيــــف لـم يعش*** احــد فلـــه المحامـد كلهـا اجمع
الى حلقة قادمة باذن الله
استودعكم الله

اول وقفة مع ديوان ابي سلطان 1

يصاب المرء بذعر ورعب اذا التقطت اذناه اسم الصومال...وهذه حقيقة مجربة لأن ملايين من سكان الكون لم يسمعو من هذا الوطن منذ عقد ونصف من الزمن سوا ما يحزن القلوب من حروب اهلكت الأخضر واليابس لأعبر عن تلك الأوضاع المؤلمة قلت فيها
هـل الحـــروب الا مـا ذقتـــم *** بعدها الويل ياتي وبلآء
صراخ مؤسف وعويل محـزن *** تنقــل وتاتي بها الأنبآء
هكذا حال امتي بل تحولنا الى قمر صناعي في الأرض وجميع وسآئل الإعلام تتبادر الينا لا لأي غرض آخر سوا كون حصول الأخبار متوفرة هنا
يتلقون يوميا اخبارا طازجة
ولكن جل المراسلين ينقلون من الصومال اخبارا مباينة لتلك التقارير التي يبعثها زملآؤهم من اخبار البورصات والملاعب والترفيهات
اما من هنا فلا تنقل سوا اخبار الحروب والمآسي والآهات
ومن امعن النظر وتفحص في الصوماليين يدرك تماما ان جل الصوماليين سوآء كانو مثقفين او علمآء او وجهآء العشآئر (كما يقال) متورطون ازمة البلاد، الشيخ يدلس ويلبس على العوام ويوهمهم انهم على الحق ومن لقي حتفه منهم فهو شهيد ودور المثقف القبلي ان يخدم العشيرة ويفوقها على غيرها ويبذل لها الغالي والنفيس اما شيخ القبيلة فدوره التحريض لحماية شرف القبيلة
قلت في وصف امثال هولآء
اعاقل منا قبح الفعال يألف *** امثقف فينـا بالخديعــة يوصف
اعالم منــه العلـوم يؤخـــذ *** ينهب ويسـرق مـــا لله يــوقف
اشيب يميل من مدّ له يــدا *** امثلـه الخيــر ياتــي وينصــف
افعال قومي خارقة العقول *** وما فعالهم فعل بمسلـم يعرف
قلوب كحجارة لايرجا لينها *** إئت بهم ربي امـامـا يعســـف
وقلت في نفس وصف القوم ايضا
ايزول حقد في الفـؤاد منقوش *** والذل فينا مقبول ومسكـــوت
لاخنا يترك ولا فاعـل يزجــر *** يرتكب ما في الدين ممقـــوت
لايـرى وفي ولا عهـد يــراع *** بلا ريب عهــود قومي مفتوت
من يراهم لحظة يكره حياتهم *** يقــول ليتـهم يبلعهم الحــــوت
مزِّقت كرامة بعد عزٍّ وعــلا *** وفي كل بلدة تراهم هم اشتات
الى لقآء قادم باذن الله استودعكم الله