Saturday, December 1, 2007

انها كلمة هو قآئلها

بوسع كل احد ان يقول ما بدا له ويزين كلماته ما اوتي من عذب لسان وفصاحة بيان
ولكن بعد استفتآء المرء لقلبه يجد مدى جدية تلك الكلمة او سطحيتها فيكون القلب حينها قابلا او رافضا لها
ولقد تعودنا ان نسمع اقوالا متضاربة وآرآء متناقضة تصدر من شخص واحد
بل اصبحت هذه سجية لكثير من قادة الأمم المتخلفة لسببين لا اقل ولا اكثر
اولا:غياب الحرية المناسبة للشعوب...وتحويلهم الى آلة تحكم يوجهها القادة كيفما شآؤو وحيث ارادو
ثانيا:غياب الرقابة او القضآء المستقل....وهذه اصبحت متفشية وخاصة في الدول الإستبدادية
في هذه الحلقة نسلط الضوء على شخص لعل بعضكم يعرف ماهيته اكثر مني
لم يكن معروفا لدى الكثير...ولم تكن له كلمة مسموعة....كان بيطريا يتجول بين المواشي
وينتقل من قطيع الى قطيع...ولسان حاله يقول:ما للأمراض بين الأنعام لا تتفشى؟
لأن نقمة غيره على معياره نعمة
انسان على هذا المستوى يصبح بين عشية وضحاها ذا مكانة مرموقة
يصغي له امرآء ورؤسآء ووزرآء....يا له من عجب
لسنا بحاجة الى سرد ادلة او مزيد توضيح كيف وصل الى تلك المرتبة المستعصب المسلك وعر المرتقى
انما نكتفي ذكر بعض انجازاته-عفوا انجازات على معياره-اي نعم
ولكن قبل الخوض في الموضوع رأسا فإليك هذه المقدمة
كما تدركون جميعا اخوتي القرآء...هناك رادعان يوقفان العبد عند حده...ويرسمان له ما عليه من واجبات وما له من حقوق
الرادع الأول:مخافة الله ومراقبته...ما افضلها واحسنها من رادع
فيدرك العبد انه مراقب وان الله مطلع اسراره ولا تخفى عليه شيء من حركاته وسكناته
فيكون عبدا مهما عظم مقامه فيسعى جاهدا لحماية حمى مولاه...وهذا ما اتصف به سلف هذه الأمة
رضوان الله عليهم
الرادع الثاني:من المستحيل ان يكون الناس كلهم انقيآء النفوس وان تكون مخافة الله نصب اعينهم
اذا فقد الرادع الأول فلا بد من بديل.....وهو مخافة البشر
وهذه تجربة ملموسة وناجحة لدى كثير من الدول غير الإسلامية
تجد قادتهم يحاسبون قبل تولي احدهم اي منصب....وتوضع امواله تحت الرقابة
كلما ازداد درهما ازدادت عليه الهموم والمحاسبة...ويسعى جاهدا لصيانة منصبه من الشوآئب
وليسلم في نفس الوقت من بطش لجنة القضآء المستقل
ولكن اذا اصبحت القلوب خاوية عن مراقبة الله....وخلت عن مخافة البشرومتابعته
تعشعش فيه الشيطان وزين له كلما شان وصارت نفسه الدنيئة جريئة على خل خبث وخيانة
ما اكثر امثال هولآء لا كثرهم الله ولا ابقى لهم اثرا
دعوني ايها السادة اعد بكم الى الموضوع من جديد
في نهاية عام 2004 دق اسماعنا اسم جديد وشريك جريء في الساحة السياسية الصومالية المضطربة
وعيِّن كرئيس لوزرآء لحكومة فيدرالية -كما يقال-نعم
وكثير ممن تلقو اخباره حسنو به الظن لسببين
اولا:كونه انسانا مثقفا متوهمين ان انقاذ البلاد واخراج العباد من المآسي في قبضته ونه امل الأمة الوحيد
ثانيا:كونه لم يشارك ما جرى سابقا من حرب اهلي ولم يكن ذا عصابة اجرامية حسب ما يعلم الى الآن
وانما كان يقضي جل اوقاته مع الأنعام كما قال عنه من عرفه
ولكن هل تحققت ما حلم به هولآء؟
وهناك قلة من الخبرآء المتبحرين في السياسة واسرارها ادركو ما كان يجري ورآء الستور وبان لهم ان هذا الرجل لم يات بارادة صومالية بل جهات اخرى انتقته من بين مآت بل آلاف من امثاله ولهذا الإنتقآء اسباب علمها من علم وجهل عنها من جهل
هذا الرجل....عاش اياما على عرش ....وعاث في الأرض فسادا...تحول من مثقف الى سخيف
ومن مواطن الى عميل....استغل تلك الأيام واعتبرها فرصة العمر
تجرد عن القيم والحيآء....واشتهر بالبذآءة والشتم والهرآء
كان يتبجح بقوى غيره...وكان يرى مفاوضة خصمه او التصالح معهم امرا خارقا للعادة
مضت عليه ايام اشبه ما تكون بالأحلام....متوهما ان طيف الكرى سيصبح سهل المنال يوما ما
غير ان مآله صار كما قيل<حال الجريض دون القريض>بعد اداناة واتهامات دامت فترة طويلة
اجبر بتنحي منصبه عن بكرة ابيه
ولكن بعدما افرد وطرد وابعد كالبعير المعبد
بدأ يظهر عكس ما عرف به....وتكلف ابراز خلاف سجيته
وقال كلمته المعسولة:....لابد من ان تفاوض الحكومة مع المعارضة وانا مستعد ان اكون وسيط الطرفين
انها كلمة هو قآئلها...ولكن عبد الله يوسف حليفه السابق افحمه واعطاه الضربة القاضية
حيث قال:...كان بوسع جيدي ان يقوم بفعل ما يقوله الآن حيث كان زمام الأمر بيده
كلمة اصبحت لجاما في شدقي جيدي
اليس الصمت والتستر اولى من النطق والظهور احيانا؟
اليست كلمة جيدي اشبه ما تكون بتشدق ثرثار او تمتمة محتضر؟
ذهبت تلك الأيام المؤلمة...وظلت الجروووووووووووووووح تنزف...وولى عنا الوجه الذي لم يبشر بخير من يوم قدومه الى ساعة رواحه
اذا ذهب الحمار بام عمرو *** فلا رجعت ولا رجع الحمار
ما احسن ما قاله القآئل
كـــن لله مخلصــا ثـــــم للــــوطن****ولا تهن ارضك بابخس الثمن
فتلعن عند ذكرك مدى الأزمان****وتختم بابشع الألقاب في الديوان
ولكن ذهب او لم يذهب فهل ذاق شعبي بعده بسعادة؟
ام ما زالت آثار شؤم فعاله تطارد الأبريآء....وتلحق بهم الويل والبلآء؟
وهل هذا الجديد سياتي بخير ام سيحذو حذو سلفه وابن عمه؟
وهل له اي قدرة في تغيير وضع البلاد والوطن الغالي تحت الإحتلال؟
ام سنصبح عاطفيين يصفقون ويحسنون الظن لكل من هب ودب؟
ستبدي الأيام ما تتخفي
واصحاب العقول في راحة...وهم دآئما في ثبات وعزيمة
والله يحمي الصومال من الضياع
كتب اخوكم ابو سلطان هذا المقال عقب طرد جيدي بايام ولكن لضيق الوقت لم تتح لي الفرصة تقديمه للقرآء الكرااااااااااااااااااااام